Professional

ضعف الاهتمام بالتدريب الاحترافي والميداني (2)

في مقال سابق بعنوان مهارات المترجمين .. عوائق على طريق النجاح: ضعف التعليم الأكاديمي في فن الترجمة (1) ، عرضنا لبعض المُعوّقات التي تُقلّص فرصَ خريجي كليّات الترجمة ومعاهدها والمؤسّسات التي تقوم بتدريسها والتدريب فيها وكذلك بعض الاقتراحات والحلول للتّغلّب على ذلك. وكان من بين تلك المعوّقات ضعفُ الاهتمام بالتدريب الاحترافي. وفي هذا المقال، سنوضّحُ المُعوّقات التي تترتّب على ضعف الاهتمام بالتدريب الاحترافي والحلول للتّغلّب على هذه المشكلة.

المعوقات

  • خطأ الاعتقاد بأن المترجمَ مؤهّلٌ وقادرٌ على الدّخول إلى سوق العمل في مجال الترجمة مباشرةً بعد تخرّجه من المؤسسة التعليمية أو الجامعة أو الكلية أو المعهد الذي دَرَسَ فيه. وهو خطأ كبير حيث إنه –وللأسف الشديد وبسبب الفجوة الكبيرة بين التعليم النظري والتطبيق العملي في واقع الترجمة في مصر– يكون مستوى الخريج وقت تخرجه في أشد الاحتياج لبدء التعليم الفعلي والعملي لتعلم أصول فن الترجمة.
  • إضاعة وقت كبير في اتّخاذ طرق غير صحيحة للحصول على الخبرة اللازمة في المجال، كأن يبدأ المترجم بطلب أعمال حرة أو العمل كونه مترجمًا مستقلًا دون أن يكون لديه الخبرة الكافية. ونظرًا لتنوّع مقدّمي الخدمات، فقد يصادف المترجم بعض الوسطاء الذين يستهدفون حديثي التّخرّج بأسعار قليلة للقيام بترجمة أعمال لهم. وكذلك نظرًا لتنوّع العملاء الرّاغبين في الحصول على خدمات الترجمة، فقد يرضى طالب خدمة الترجمة بما يقدّمه مترجم مبتدئ من ترجمة إذا كان هدفه تقديم أوراق كإثبات حالة أو تقديم شكلي أو مثلًا يريد فقط أن يفهم مجرد محتوى الموضوع دون النظر لدقّة الترجمة أو جودة العبارات والتّراكيب والمعاني وغيرها، وبالطبع قد يجهل طالب الخدمة أن جوجل ترانسليت مثلًا قد تقوم بالشيء ذاته بدون أي تكلفة. وفي هذه الحالة قد يقع المترجم المبتدئ فريسة الاغترار بأنّ أعماله تنال رضا العملاء دون أن يدرك أن ذلك سوف يكلّفه الكثير من الوقت فيما بعد إن أراد أن يكون مترجمًا حقيقيًّا ومحترفًا.
  • التّسرع في اعتقاد الحصول على الخبرة بما يترتّب عليه صورة مغلوطة لدى المترجم كما في النقطة السابقة، وذلك نظرًا لتنوّع الأعمال وتنوّع الوسطاء وتنوّع مستوى مقدّمي الخدمات؛ أفراد ومكاتب ووسطاء أفراد ومترجمين مستقلين يديرون فرق عمل وشركات صغيرة وشركات متوسطة وشركات صورية، وكذلك تنوّع العملاء الرّاغبين في الحصول على الخدمات ما بين أفراد أو مكاتب أو شركات صغيرة أو متوسطة أو كبيرة أو جهات رسمية أو منظمات دولية وكلّ على حسب طلبه.
  • إضاعة الفرص الحقيقيّة التي تعتبر نقلة حقيقيّة في المسار الوظيفي للمترجم بسبب اتّخاذ طرق غير صحيحة أو الاعتقاد الخاطئ بالخبرة السريعة أو ضعف التّدريب والتّطوير وذلك بالعزوف عن العمل في الشركات والمؤسسات ذائعة الصّيت في المجال أو المشهود لها بالكفاءة في تقديم خدمات الترجمة.

اقرأ أيضا: أشهر أخطاء الترجمة - الجزء الثالث

الحلول

  • التّركيز على التّدريب الاحترافي من خلال المراكز التّدريبية والمؤسّسات التّعليميّة التي تقدّم شهادات مهنية في مجال الترجمة مثل الدبلومات التي تقدمها الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
  • التّركيز على التّدريب الميداني من خلال التقديم للحصول على فرص تدريبية في شركات الترجمة ومراكزها التي توفر هذه الفرص والاهتمام بالمتابعة مع هذه المراكز والشركات واقتناص الفرص؛ أينما وجدت.
  • متابعة مستجدات الصناعة سواء من خلال حضور ندوات أو مؤتمرات أو حضور ورش عمل ويمكن ذلك من خلال الاشتراك في المواقع التي تهتم بصناعة الترجمة أو منتديات المترجمين ومجموعاتهم على وسائل التّواصل الاجتماعيّ.
  • متابعة المترجمين المتميزين والمهتمين بهذه الصناعة عبر مختلف وسائل التّواصل الاجتماعيّ للاستفادة بخبراتهم وتقصير الطرق والتعلم من الدروس المستفادة بما يدّخر الوقت والجهد.
  • متابعة الشّركات النّاجحة التي تعمل في صناعة الترجمة والاستفادة مما قد تقدّمه على موقعها الإلكتروني أو صفحاتها الإلكترونية على مختلف وسائل التّواصل الاجتماعيّ.
  • بعد الحصول على الخبرة اللازمة، التقديم للحصول على اعتماد دولي مثل شهادة الأيزو 17100 للمترجمين المستقلين لترك انطباع جيّد وتكوين صورة ذهنية احترافيّة بمرجعيّة دوليّة لدى العملاء أو العملاء المحتملين.

 اقرأ أيضا: ضعف الاهتمام بالتدريب الاحترافي والميداني (2)