Mistake4

أشهر أخطاء الترجمة - الجزء الثالث

نواصل تسليط الضوء على أشهر أخطاء الترجمة التي كان لها أثرًا كبيرًا في مجريات العديد من الأمور، وفيما يلي يعرض موقع "ترانس تك للترجمة" للجزء الثالث منها، والذي نركز فيه على الاستغلال السياسي لبعض تلك الأخطاء.

إسرائيل تستغل أخطاء الترجمة لصالحها

من أشهر الأمثلة في هذا الصدد قرار مجلس الأمن الصادر عام 1967 بشأن انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها في يونيو من نفس العام، حيث نص القرار -بحسب الترجمة الفرنسية- على "انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية"، في حين نصّ القرار في نسخته الإنجليزية على "انسحاب إسرائيل من أراضٍ عربية" دون الألف واللام في كلمةِ "أراضٍ"، وهو ما اتخذته إسرائيل ذريعةً لتنسحب من بعض الأراضي العربية وليست كلها.

اقرأ أيضا: أشهر أخطاء الترجمة – الجزء الأول

وبعد أربعةِ عقود من تلك الواقعة في أكتوبر 2007، أخطأ المترجم في ترجمةٍ لخطاب مندوب سوريا في اجتماع لجنة نزع السّلاح، حيث نقل أن "إسرائيل ضربت منشأة نووية سورية" وهي الجملة التي تسببت في نشوب مشكلة كبيرة، حيث استغلت وسائل الإعلام الإسرائيلي تلك الترجمة لتبرير قصفها لمنشأة سورية بدير الزور، بالرغم من أنها لم تكن نووية، ولم يكن المندوب السوري قد قال ذلك أصلًا.

وبعدما احتجت سوريا على هذه الترجمة، وتمت مراجعة محضر الاجتماع، تبين أن المندوب السوري تحدث عن "مزاعم غربية" بشأن قصف إسرائيل لمفاعل نووي. وقد أصدرت الأمم المتحدة بيانًا صحفيًا صوّبت فيه هذا الخطأ ووجهت توبيخًا للمترجم، وأن عليه الاعتذار لسوريا، وأكدت سوريا حينها أن هناك أيادٍ تلاعبت في الترجمة.

"هناك اتفاق لتبادل الأسرار بين حزب الله وإسرائيل"

هكذا نقل مترجم الحكومة الكندية في 2004، حول قضية تبادل "الأسرى" بين إسرائيل وحزب الله، وعندما عُرضت تلك الترجمة في وسائل الإعلام أثارت ردود فعل مدوية أفقدت المترجم وظيفته.

تعمد التحريف في الترجمة

يتعمد بعض المترجمين "تحريف" الترجمة لأغراضٍ سياسيةٍ، خاصةً أثناء عملية الترجمة الفورية، إلا أنه سرعان ما تنكشف تلك الأخطاء، خاصة في ظل الفضاء الإلكتروني المفتوح، ولعل أبرز تلك الأمثلةِ ما حدث مع الرئيس المصري "محمد مرسي" أثناء كلمته في قمة دول عدم الانحياز في "طهران" عام 2012، حيث كان التلفزيون الإيراني ينقل الكلمةَ على الهواء مباشرةً مصحوبةً بالترجمة الفورية من العربية إلى الفارسية.

وقال مرسي:” إن الشعبين الفلسطيني والسوري يناضلان من أجل الحرية والكرامة” وقال أيضًا:” إننا نتضامن مع الشعب السوري لمواجهة الظلم والطغيان”.، غير أن المترجم "تعمد" استبدال كلمة "السوري" الواردة في كلام مرسي بـ "البحريني"، وهو ما احتجت عليه البحرين رسميًا.

اقرأ أيضا: أشهر أخطاء الترجمة – الجزء الثاني

توتر المفاوضات

غالبًا ما تكون الترجمات أثناء المفاوضات مثيرة للجدل، فالترجمة الخاطئة للكلمة الفرنسية التي تعني "يسأل" أدت إلى توتر في المفاوضات بين باريس وواشنطن عام 1830.

فقد ترجمت سكرتيرة رسالة إلى البيت الأبيض بدأت بجملة "الحكومة الفرنسية تسأل" على أنها "الحكومة الفرنسية تطلب"، فما كان من الرئيس الأمريكي إلا أن تعامل مع الرسالة على أنها تحتوي على قائمة من المطالب، لكن الجانبين استأنفا المفاوضات بعد تصحيح ذلك الخطأ.