Mistake4

لماذا النجاح في مجال الترجمة صعب للغاية؟

عزيزي المترجم 

انتبه (1) ... لماذا النجاح في مجال الترجمة صعب للغاية؟

وهي بلا شك آفة من آفات المترجمين. فمجال الترجمة قد يكون خادع في البداية. والدليل أن ترى شخصًا يعرف مثلًا الإنجليزية التي درسها في المدرسة والجامعة فيظنّ أن بإمكانه الترجمة وأنه لا حاجة لمترجم حيث إن المترجم لن يعرف أكثر منه. وهذه فكرة خاطئة للغاية وقد ندم عليها كل من حاول أن يقوم بذلك إلا قليلًا. والقليل هم من لديهم فكرة أو موهبة الترجمة. فقد اتفقنا منذ وقت بعيد على أن الترجمة موهبة تثقلها الممارسة. فما بالك إذا لم يمتلك ذلك الشخص لا الموهبة ولا الممارسة! بالتأكيد سوف تكون النتيجة كارثية أو على الأقل مضحكة.

واستعجال المترجمين النجاح قد يقابله الإحباط في الوصول إلى النجاح وكلاهما خطأ. وقد يلعب مكان العمل أو البداية التي يبدأ منها المترجم دورًا كبيرًا في أي من الطريقين.

اقرأ أيضا: "البقاء للأصلح" ... لماذا لا ينطبق هذا المفهوم على المترجمين؟

فمثلًا إذا بدأ المترجم في مكانٍ متواضع أو يقدم ترجمة تجارية رخيصة للطلبة أو ما شابه، قد ينخدع المترجم في مستواه من ثناء أو رضاء المستفيدين من الخدمة عن ترجمته؛ فيظن بذلك أنه قد وصل إلى المهنية والاحترافية ... ولكن للأسف تكون صدمته كبيرة عن أول احتكاك له – إن كان التوفيق حليفه – مع فريق عمل احترافي أو شركة تقديم خدمات ترجمة احترافية.

وهنا لن يكون عليه فقط تعلم الطريقة المهنية والاحترافية في العمل ولكنه سوف يحتاج إلى مجهود إضافي لإصلاح ما أفسدته سابقة أعماله. وهنا يكون المجهود مضاعف. وذلك هو سبب تأكيدنا الدائم على أن البداية تصنع الفارق. فانتبه جيدًا للبداية.

وفي المقابل، إذا بدأ المترجم – الذي يكون عادة خريج كلية من كليات الترجمة أو الآداب أو الألسن المعروفة – وتم قبوله في مكان عمل أو لدى مقدم خدمات ترجمة احترافي، فإنه إن لم يكن سريع التعلم والتكيّف ومجتهد ويأخذ الأمور بجدية شديدة ولا يعوّل على تعليمه الأكاديمي، فإنه للأسف سوف يجد نفسه لا يتطور ولا يتعلم شيئًا، وربما لا يفهم سبب عدم الرضا عن أعماله ولا يستفيد من المراجعات التي تعود إليه على ترجماته وهنا قد يصاب بالإحباط بعد فترة لعدم إحساسه بالتطور أو التحسن في المستوى.

اقرأ أيضا: من قال أن سوق الترجمة في حالة كساد؟

إذن المطلوب من المترجم المبتدئ على وجه الخصوص اتخاذ الطرق السليمة للتعلم، وأن يكون اكتساب الخبرة في البداية حتى لو على حساب المكسب المادي؛ لأن المكسب المادي قد يأتي في أي وقت، لكن الخبرة إن لم يتم بناؤها تدريجيًا وبشكل صحيح وبمثابرة واجتهاد، فقد لا يجدي بناؤها بعد ذلك لأن المترجم يكون قد تطبع بخط سير وطريقة أو كاريزما معينة قد يصعب تغييرها إذا طال وقت استمراره فيها.

هل لديك تجربة مماثلة أو مختلفة ... شاركونا أراءكم وتجاربكم المفيدة لنشرها على موقعنا وصفحاتنا لتعم الفائدة للجميع!