Translate

من قال أن سوق الترجمة في حالة كساد ؟

 

في الحقيقة هو في حالة كساد فعلًا. ولكن هذا بالنسبة للبعض، أما بالنسبة للبعض الآخر، فقد يكون في حالة انتعاش! وهذا ليس غريبًا سواء في قطاع الترجمة أو غيرها من القطاعات سواء السلعية أو الخدمية.

إذًا السؤال: هل تغيرت الظروف في سوق الترجمة مؤخرًا؟ والإجابة نعم بشكل قاطع.

وهذا التغيير ليس سببه شيء في المجال نفسه ولكنه تغير طبيعي مع التغيرات الطارئة على الاقتصادات العالمية وانخفاض أسعار البترول والكساد العالمي الذي يعتبر من تبعات الأزمة المالية العالمية في 2008. في الواقع، لم يظهر هذا التأثير على سوق الترجمة إلا مؤخرًا وتحديدًا ربما مع نهاية العام 2016 وبداية العام 2017، فقد بدا التأثير كبيرًا؛ فقّل حجم الأعمال ووفرتها وربما شعر بذلك الجميع إلا قليلًا. وهذه نتيجة طبيعية؛ فقطاع الترجمة هو قطاع خدمي يخدم القطاع التجاري والصناعي وما يترتب عليهما من عقود وتعاون عمل أو في المقابل خلافات وقضايا في المحاكم. وسواء كان هذا أو ذاك تجد للترجمة دورًا فيهما سواء ترجمة العقود والتعاقدات الجديدة أو الشراكات أو تفاهمات العمل الناشئة عند الاتفاق، أو في المقابل ترجمة القضايا والنزاعات أو الأحكام عند الاختلاف. ومن ثم، فليس غريبًا أن تتأثر حركة الترجمة بحركة السوق العام ومدى الانتعاش أو الكساد الذي يمر به.

هل نفهم من ذلك أن السوق تسوده حالة من الكساد في الوقت الحالي؟

وهنا تعتمد الإجابة على السوق الذي نتحدث عنه أو نتعامل فيه. فمثلًا إذا كنت تتعامل في السوق المحلية داخل مصر أو على مستوى سوق الخليج العربي فلا شك ستشعر بذلك الكساد. إما إذا كنت تتعامل مع السوق الأوروبية أو الأمريكية، فربما تختلف الأمور. لذا فالأمر يتوقف على السوق المستهدف.

وهنا لزم التذكير بأنه من الأهمية بمكان بالنسبة لمقدم خدمات الترجمة سواءً كان شركة ترجمة أو مترجم مستقل توسيع دائرة عملائه والتنويع واستهداف مختلف الأسواق حتى تتوفر البدائل في جميع الأوقات.

 

والسؤال الأهم: كيف الخروج إن كنت تستهدف أسواق في حالة كساد في الوقت الحالي؟

يتضح مما سبق أن موضوع الكساد أمر نسبي؛ فهو لا يتوقف فقط على نوع السوق، وإنما كذلك على بعض العوامل الأخرى والتي من بينها خبرة المترجم وسرعة تسليم الأعمال وسرعة تجاوبه ومدى مهنيته وتجاوبه مع طلبات العملاء. ففي أوقات الكساد، يبجث طالب الخدمة أو العميل عن أفضل خدمة ممكنة بأقل سعر ممكن. لذا يكون التحدي أكبر بالنسبة للمترجم أن يقوم بتقديم أعمال عالية الجودة وأسعار معقولة حتى يستمر في العمل والكسب لحين انتعاش السوق مرة أخرى.

في مقال لاحق، سوف نناقش فكرة قديمة كنا قد ناقشناها في مقال سابق وهي ما إذا كان مفهوم البقاء للأقوى / الأصلح تنطبق على واقع الترجمة، وفيه سوف نوضح سبل الخروج من هذه الأزمة وبعض الإرشادات للتغلب على كساد السوق... تابعونا!