Lang

الترجمة الحرفية مشكلة تواجه المبتدئين في الترجمة

يعتقد البعضُ بأن عملية الترجمة عمليةٌ بسيطةٌ وسهلةٌ، وأن أي شخصٍ لديه لغةٌ أجنبيةٌ إضافةً إلى لغته الأم، فإن بإمكانه القيام بالترجمة بسهولة، وهذا اعتقادٌ خاطئ. وفي واقع الأمر فإن كثيرًا من المترجمين خاصةً في بداية حياتهم المهنية يعانون من ضعفٍ وركاكةٍ في الترجمات التي يقدمونها، ويقفون حائرين أمام تلك الظاهرة، على الرغم من التزامهم التام بالنص الأصلي الذي ينقلون عنه، وفي الحقيقة فإن هذا هو السبب الفعلي وراء ضعف وركاكة الترجمة.

إن الالتزام الحرفي في الترجمة يؤدي إلى نقل الألفاظ مجردةً دون المعني المقصود، وبالتالي فإن الترجمة تكون كمن فقدت روحها وجوهرها، ولمن لا يدرك معنى الترجمة الحرفية، ومعنى أن يقع المترجم في شباكها، فإننا نسرد تعريفًا بسيطًا للترجمة الحرفية.

الترجمة الحرفية: هي أن ينقل المترجم المفردات والألفاظ من لغةٍ إلى أخرى "كلمةً بكلمةٍ"، أو إلى المفردات الأقرب لها في اللغة الهدف، ويسميها البعض بالترجمة المباشرة، ولقد بدأ ظهور مصطلح " الترجمة الحرفية" في القرن التاسع عشر في عناوين التراجم الإنجليزية للكلاسيكيات، والتوراة وغيرها من النصوص.

ومن أمثلة الترجمة الحرفية:

It rains cats and dogs

فمعناها إذا ترجمناها (ترجمةً حرفيةً): “إنها تمطر قططًا وكلابًا”، بينما إذا ترجمناها (ترجمةً احترافيةً) فستكون: “إنها تمطر بغزارةٍ”.

كذلك الترجمة الإنجليزية الحرفية للكلمة الألمانية "Kindergarten" هي "حديقة الأطفال"، ولكن التعبير يشير إلى السنة الدراسية بين مرحلة ما قبل الدراسة والصف الأول.

اقرأ أيضا: أشهر أخطاء الترجمة – الجزء الأول

الفرق بين الترجمة الحرفية والاحترافية

لا تحتاج الترجمة الحرفية إلى وقتٍ أو جهدٍ في المراجعة والتدقيق، بينما تتطلب الترجمة الاحترافية مزيدًا من الوقت لضبط الجملة وأسلوبها ثم مراجعة الترجمة بكاملها.

في كثير من الأحيان لا تحتاج الترجمة الحرفية إلى مترجم أصلًا، فأي شخص يمتلك قاموسًا لغويا، أو باعتماده حتى على مترجم إليكتروني مثل "ترجمة جوجل"، بإمكانه القيام بعملية الترجمة الحرفية، فعلى سبيل المثال يُعرف أن "روبيرت بينسكي" قد استخدم ترجمةً حرفيةً خلال ترجمته لرواية (الجحيم لدانتي عام 1994) حيث أنه لا يعرف الإيطالية. وقام "ريتشارد بيفير" بالاستفادة من التراجم الحرفية التي قدمتها زوجته "لاريسا فولوخونسكي" في ترجمتهما لعدةِ رواياتٍ روسيةٍ.

أما الترجمة الاحترافية فإنها تحتاج إلى مترجمٍ لا يجيد اللغة الأم والهدف فحسب، بل ينبغي أن يكون مثقفًا وواسع الاطلاع وصاحب أسلوبٍ لغوي، وملمًا كذلك بالعديد من المهاراتِ الإضافية.

هل يمكن الاعتماد على الترجمة الحرفية؟

بالطبع نعم، فالترجمة الحرفية ليست سيئةً على الدوام، وتكون مفيدةً في بعض الحالات التي لا يكون الهدف منها فهم النص، وإنما التعرف على مكونات جملةٍ ما، وهذا مفيد في عملية التعلم الأولى لأي لغة أجنبية، بل وربما تكون الترجمة الحرفية "أدق" وذلك إذا كانت ترجمةً لبعض عباراتٍ أو جملٍ أو مصطلحاتٍ معينةٍ، كالترجمةِ التقنيةِ أو الطبيةِ على سبيل المثال، وهذا كله يخضع لنوع النص المراد ترجمته.

وبالطبع، فإن على المترجم المحترف أن يكون لديه الخبرة الكافية لمعرفة متى يمكنه استخدام الترجمة الحرفية لبعض النصوص، كذلك عليه أن يتفادى الوقوع في شباك الترجمة الحرفية عند نقل معاني النصوص.

اقرأ أيضا: عشرة مبادئ لتصبح مترجمًا محترفًا قادرًا على المنافسة