Professional

خمسة أسباب تدفع المترجم إلى الاعتماد على تقنيات الترجمة

 

أضحت التقنية أمرًا ضروريًا في شتى مناحي حياتنا، ولم يعد هناك مجالٌ لا يعتمد على التقنيةِ في كل كبيرةٍ أو صغيرةٍ دون مبالغة، ولم يعد الجهل أو الأمية في زماننا مقتصر على عدم القدرة على القراءة والكتابة، بل صارت الأمية اليوم هي الجهل بأدوات التقنية. ومجال الترجمة ليس استثناءً، حتى وإن انتشرت بعض الأخطاء جراء الاستخدام الخاطئ لتقنيات الترجمة، ولعل أبرز ما يدفع المترجم إلى الاستفادة من تلك التقنيات ما يلي:

السعي إلى الاحترافية:

إن استخدام تقنيات الترجمة يصعد بك إلى سلم الاحتراف في عالم الترجمة، فعند تسلمك لمشروع معين سيكون من السهل عليك حصر عدد كلماته، وعدد الكلمات المكررة، والكلمات المطابقة للذاكرة الترجمية، وربما تستطيع تحديد الوقت الذي قد يستغرقه، وكذلك تحديد التكلفة بسهولة، وسوف يكون بإمكانك استخدام قاعدة بيانات بمصطلحات وكلمات موجودة ومستخدمة بالفعل لديك، أو حتى تلك التي يزودك بها عملاؤك، حيث يمكنك أن تعرض على العميل حرية استخدام ذاكرةٍ خاصةٍ يوفرها هو لك، حينها سيشعر العميل أنه يتعامل مع خبير، وليس مجرد مترجم عادي، وسيشعر بالرضا عن جودة الترجمة ودقة الأداء.

زيادة الإنتاجية:

يعتبر متوسط الإنتاجية للمترجم العادي في الساعة الواحدة (250 كلمة) أو ما يقارب (2000 كلمة) في اليوم الواحد (1)، بينما يصل هذا المعدل إلى أربعة أضعافه عند الاعتماد على تقنيات الترجمة. وسواء كنت مترجمًا مستقلًا أو تعمل لدي جهةٍ معينةٍ، فإنك مطالب بزيادة الإنتاجية، حيث يتصاعد معيار الإنتاجية العالية في سوق العمل بشكل مستمر.

مواكبة سوق العمل:

أصبحت الشركات في سوق الترجمة اليوم محليًا وعالميًا تعتمد على تقنيات الترجمة في تنفيذ مشروعاتها، ولم يعد هناك مجال للمترجم الذي يقلب دفاتره وأقلامه أمام أقرانه من الضالعين بتقنيات الترجمة، حيث يستطيع زملاؤه التفوق عليه بضغطة زرٍ واحدةٍ.

كما أن مكاتب وشركات الترجمة اليوم لم تعد تنظر إلى مؤهلك الدراسي، بقدر ما تنظر إلى خبرتك كمترجم في الاستفادة من تقنيات الترجمة، وإلا فإن الشركة مطالبة بتحمل تكاليف تدريب طاقم العمل لديها على تقنيات الترجمة الحديثة.

زيادة القيمة السوقية للمترجم:

صحيح أن المترجم يبحث عن مصلحته المادية، وكذلك عن خبرةٍ ومكانةٍ في عالم الترجمة، وهذا يكون بناءً على الخبرة السابقة التي اكتسبها، وحجم المشروعات التي يمكنه إنجازها. تقنيات الترجمة ستقفز بك إلى مستوياتٍ كبيرةٍ في هذين المسارين، فخبراتك ستكون أكبر ومع جهات أكثر احترافية لأنك مسلحٌ بمهاراتٍ تقنيةٍ عاليةٍ، وإنجازك سيكون مضاعفًا، إذا ما قورن بغيرك.

تراكم الخبرة التخصصية

توفر لك تقنيات الترجمة خبراتٍ متراكمةٍ محسوسةٍ تستطيع الاعتماد عليها غدًا في مشروعاتك الجديدة، حيث توفر لك ذاكرةً خاصةً تحفظ ترجماتك وتصنفها حسب التخصص، فربما تجد أنك قادرٌ على ترجمة مشروعٍ معينٍ بنسبة تفوق الـ 50% منه وبجودةٍ عاليةٍ أيضًا، اعتمادًا فقط على تلك الذاكرة المتراكمة من مشروعاتٍ قديمةٍ، دون الحاجة إلى أن تبدأ من الصفر في كل مرة، ما يوفر لك وقتًا وجهدًا ويكسبك خبرةً تراكميةً متخصصةً.

وهذا بالطبع سيفتح الباب أمامك للدخول إلى مرحلةٍ جديدةٍ حيث المشاركة في المشروعات الضخمة التي لا يتحملها الجهد الفردي، حيث تتيح لك تقنيات الترجمة العمل على مشروعٍ كبيرٍ ضمن مجموعة من المترجمين عبر الإنترنت، وربما يتم ذلك بمشاركة العميل ومتابعة سير العمل خطوةً بخطوةٍ.

 (1)- CAT Tools and Productivity: Tracking Words and Hours