Training

برامج تدريب لازمة لتأهيل المترجم المبتدئ

 

تشهد حركة الترجمة إقبالًا متزايدًا، ولكن هذا الإقبال لا يقابله خطوات عملية ومنظمة على طريق تأهيل المترجمين الجدد لسوق العمل، ولعل تلك المعضلة تحديدًا من أكثر النقاط التي يطالب بها جموع المترجمين في وطننا العربي. إن ما تمر به الترجمة من تحديات يجعلنا نعيد النظر أكثر في الأدوات المستخدمة في برامج تدريب المترجمين، سواءً في الكليات والمعاهد المختصة بذلك، أو في شركات الترجمة العاملة كذلك، التي تُولي أمرَ التدريب أولوية قصوى لديها، حيث البَوْن الشاسع بين ما يدرسه المترجم، وبين ما يجده على أرض الواقع.

في هذه المقالة نحاول أن ننير الطريق ولو بالقدر البسيط أمام المترجم الذي يبدأ طريقه في عالم الترجمة حديثًا، وأمام المهتمين بوضع برامج التدريب الخاصة بالمترجمين، سعيًا منا للنهوض بحركة الترجمة، وتبصير المترجمين الجدد بالطريق:

التدرب على المهارات اللغوية:

ينبغي على المترجم أن يتقن مهارات اللغة التي يترجم منها وإليها، وأن يعرف الفارق بين المعني المعجمي للكلمة، أو ما يعرف بمستوى الكلمة (word level) الموجود في كافة المسارد وقواميس اللغة، وبين المعنى المستنبط من سياق الجملة، وهو ما يعرف بمستوى فوق الكلمة (above word level).

مهارات الكتابة والصياغة:

إن إتقان اللغة العربية بشكلٍ جيدٍ، وإتقان الكتابة أمرٌ لا ينفك عنه المترجم المحترف، فهو أمرٌ لازمٌ لكافة برامج تدريب المترجمين. من المهم تدريب المترجم على كيفية التعامل مع التراكيب البلاغية المعقدة، مثل الصور الجمالية والتشبيهات والكنايات في الترجمة.

مهارات الحاسوب والمهارات التقنية الأخرى:

لم تترك التكنولوجيا الحديثة مجالًا في حياتنا إلا واقتحمته، وطورت فيه، وسهلت على أصحابه الكثير ووفرت الوقت والجهد، والترجمة كذلك ليست استثناءً، إذ أضحت هناك تقنيات حديثة مختصة بالترجمة فقط، والتي يعتمد عليها الكثير من المترجمين المستقلين وشركات الترجمة، وهو الأمر الذي يجب تدريب المترجمين الجدد عليه.

الاختلافات الثقافية:

من أكثر المشكلات التي تواجه المترجم، هو كيفية التعامل مع الاختلافات الثقافية بشكلٍ عام، فما يُقال في بلدٍ، قد يكون مُحرّمًا في أخرى، فهناك كثير من الكلمات المحرّمة ثقافيًا، وهناك الكثير من الكلمات المستخدمة في بعض البلدان بمعنى مختلف تمامًا عنها في بلادٍ أخرى. حين ينتبه المترجم إلى تلك الاختلافات، ويمتلك آلية البحث بشكلٍ جيدٍ من خلال برامج تدريب مُتقَنة، فإنه يستطيع التعامل مع النصوص ذات الطبيعة الثقافية المختلفة.

اتجاهات الترجمة الحديثة:

وفيها يتدرب المترجم على مجالاتٍ مختلفة وحديثة في الترجمة، مثل ترجمة الأفلام الوثائقية ومقاطع اليوتيوب، ويشمل ذلك  Subtitling- Dubbing – Voice over.

الترجمة الشفهية:

حيث يتعرف المترجم على أنواعها المختلفة، ويتدرب على مهارة الترجمة الشفوية، سواء التتبعية أو الفورية، مع اكتساب مهارات مميزة لهذا النوع من الترجمة، كفصل الحواس، واكتساب مهارة التدوين السريع للملاحظات، ومهارة التلخيص والاستباق وكيفية التعامل مع الكلمات الجديدة التي قد ترد في ثنايا الحديث، إضافة إلى التدرب على التعامل مع الضغط والتوتر المصاحب لهذا النوع من الترجمة.

معايير جودة الترجمة:

وأخيرًا، على برامج التدريب على الترجمة أن تشتمل على جانبٍ هامٍ من جوانب الترجمة، وهو معايير الجودة، وكيف يحققها المترجم المبتدئ.