Professional

الطريق نحو التميز في الترجمة

 

لا شك أنه لا يوجد طريق واحد للتميز في العمل؛ فكل شخصٍ لديه ميزاتٌ وقدراتٌ خاصة تتكون حسب البيئة التي نشأ فيها والتعليم والتدريب الذي تلقاه في مراحل عمره المختلفة وكذلك الثقافة العامة التي تحيط، به سواء على مستوى الأسرة أو المدرسة أو المجتمع الذي يعيش فيه وهي ما يطلق عليه "الفروق الفردية" لكل شخص. وفي هذه السلسلة نتناول بعض السبل التي قد تعين المترجم على تحقيق التميز والتطوير في مجال عمله بشكل كبير حسب معطيات الصناعة في الوقت الحالي من طبيعة السوق وتقنيات الترجمة المستخدمة والمجالات الأكثر انتشارًا وإرشاد المترجمين لأفضل السبل لتعظيم الفائدة منها.

وجدير بالذكر أنه ربما تكون ارشادات العاملين على الأرض وفي الميدان في صناعة الترجمة - سواءً من المترجمين أو شركات الترجمة - هي الخيارُ الأمثل لمن يريد التقدم والنجاح في هذا المجال. والسبب في ذلك – بلا شك – ضعف التركيز على الجانب العملي في الكليات والمعاهد التي تؤهل المترجمين واعتمادها بشكلٍ كبيرٍ على الجانب النظري في التدريس وعدم ارتباطها بالواقع العملي وسوق العمل، وهو حال كثيرٍ من التخصصات في النظام التعليمي الحالي. ومن ثم، يبدأ المترجم تعليمه وتدريبه الحقيقي مع وضع أول خطواته في سوق العمل، لذلك رأينا ضرورة توجيه وإرشاد المترجمين إلى ما يُوفر لهم الوقت والجهد وتجنب الأخطاء التي وقع فيها السابقون حتى يصلوا إلى التميز والمهنية في وقت أفضل ومجهود أقل، وكذلك بلا أخطاءٍ كبيرةٍ. والهدف أن يعود ذلك بالنفع على المترجم وعلى الشركات العاملة في المجال وعلى صناعة الترجمة عموما في مصر والوطن العربي وبما يحقق لهذه المهنة المحترمة المكانة التي تستحق - فهي عصب ازدهار العلوم والثقافة وكذلك التبادل التجاري والتقدم الصناعي - بلا أدنى شك.

ضمن سلسلة مقالات إرشادية للمترجمين