Professional

أثر ضعف الثقافة العامة على المترجم

 

ناقشنا في مقال سابق موضوع أهمية القراءة. ووصلًا لما سبق نود في هذا المقال إلقاء الضوء على تبعات عدم القراءة على أداء المترجمين.

عندما يتناول المترجم النص الذي يقوم بترجمته على أساس أنه مجموعة من الكلمات والعبارات المكلف هو بإخراج مجموعة أخرى مكافئة لها من الكلمات والعبارات بلغة أخرى، تكون المهمة ثقيلة، فلا يجد سبيل سوى المرور من قاموس لآخر والبحث على الشبكة العنكبوتية عن معاني كلمات وتراكيب واصطلاحات ربما تكلفة الكثير من الوقت - خاصة إذا لم تكن استراتيجية عمله في الترجمة على النهج الصحيح من خلال اتباع الخطوات الصحيحة لإتمام ترجمة نص (راجع كيف تترجم في أربع خطوات).

وفي المقابل، عند النظر إلى النص المراد ترجمته كوحدة مستقلة مترابطة الأطراف واستهداف المعنى الذي ينطوي عليه المحتوى أكثر من المعاني المجردة للكلمات، تختلف النتيجة وتسهل المهمة وتزداد المتعة.

ولا يزيد ذلك ولا ينقصه إلا ثقافة المترجم. فالمترجم الملمّ بشتى الموضوعات، القارئ في مختلف التخصصات بعينٍ فاحصةٍ، لا يستوي أبدًا مع غيره. وقد تؤدي ضعف ثقافة المترجم إلى إخراج ترجمات تكون مادة جيدة للسخرية - في كثير من الأحيان.
لا ننكر أن هناك تدهور  وانحدار ثقافي عام وشامل أصاب المجتمع في العقد الأخير، ودعم ذلك انتشار وسائل الإلهاء والتسلية ومضيعة الوقت المتمثلة في الاستخدام غير السوي أو السيء للانترنت والهواتف الذكية والتكنولوجيا الجديدة على تنوعها. ولكن نفس الوسائل هي في حقيقتها كنز لمن أراد أن يكيل منه ما استطاع.

كما أن الطريق إلى الثقافة لا ينحصر على القراءة التي قد يرى البعض أنها مملّة. فمن الوسائل الممتعة التي لا يُنكر أحد متعتها الاستماع لبرامج المذياع أو البرامج الهادفة أو الحوارية على التلفزيون أو القنوات التي تقدم التقارير الوثائقية ونفس الشيء موجود على الانترنت سواء على الحاسب أو الهاتف المحمول. لقد أصبح كل شيء في المتناول، وليس مِن غائبٍ عن هذا العالم إلا نحن.

سارع باغتنام الوقت واحصل على أقصى ما تستطيع من العلم والثقافة لتقطع أميالًا كبيرةً ربما يقضي الكثيرين أوقاتًا مضاعفةً لقطعها.