exceptional-translators

المترجمون عملة نادرة

 

عبارة شاع استخدامها عند استهداف توظيف مترجمين جيدين. فعلى الرغم من كثرة العاملين في المجال إلا أن المترجمين ذوي الكفاءة والمهارة والخبرة قليلون. مؤخرًا، أصبح العمل في مجال الترجمة ظاهرةً، والتحق بالمجال الكثيرون ممن يجيدون اللغة أو العاملين في قطاعات أخرى تغيرت ظروفها مثل السياحة ظنًا منهم أن ذلك وحده كفيلٌ بأن يكون مترجم جيد.

لكن الحقيقة أن المترجم الجيد لابد أن يجمع الكثير من المهارات ومنها مهارات الترجمة - وليس مهارات اللغة وحدها - ومهارات التعامل مع مختلف برامج الحاسب الآلي - أو على الأقل معظم برامج ميكروسوفت أوفيس - وإجادة الكتابة اللمسية على لوحة المفاتيح لتكريس تركيزه على التفكير في المحتوى دون الانشغال بموضع أصابعه على اللوحة، وغيرها الكثير من المهارات المرتبطة بالثقافة العامة والثقافة عن الموضوع الذي يقوم بترجمته وبعض المهارات الأخرى الخاصة بالفروق الفردية بين الأشخاص الذين يعملون في المجال من حيث الذكاء وسرعة التعلم وسرعة التفكير ومرونة في التفكير وغيرها الكثير.

وقد تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى أن يكون المترجم الجيد عملة نادرة منها:
- ضعف التعليم الأكاديمي والاهتمام العام بالتعليم.
- ضعف الثقافة العامة وإهمال القراءة.
- ضعف الجوانب التنظيمية التي تنظم العمل في المجال.
- زيادة الانشغال بمواقع التواصل وغيرها من القنوات التي تقدم محتوى غيرُ مفيدٍ يرتكز بشكلٍ كبيرٍ على السخرية والنقد.
- سهولة العمل في المجال بما يحفز الكثيرين على تأسيس مكتب ترجمة أو العمل على أساسٍ حرٍ دون أن يكون لديه الخبرة أو الكفاءة المطلوبة للقيام بذلك.
- عدم وجود ضوابط للعمل في المجال مما يشجع الكثير من غير المؤهلين للدخول في المجال ويختلط الحابل بالنابل.

لكن إذا كانت مصر لا يوجد بها مترجمين، فأين يوجد؟ فمصر تمتلك قوة بشرية هائلة وهي قبلة اللغة العربية منذ القدم ومنارة العلم والثقافة والترجمة منذ رفاعة الطهطاوي وما بعده؟
الحقيقةُ أن مصرَ كانت وستظل المحرك الرئيسي والفاعل في هذا الميدان؛ إذ تمتلك مصرُ قوةً بشريةً عملاقةً في جميع المجالات والميادين، ولاشك أنها كانت رائدةً في التعليم لبعض الدول العربية. والأمل الآن معقود على تحسن أوضاع التعليم وتحسين جوانب الثقافة العامة والتركيز على التعليم والصحة في موازنة الدولة وإلقاء الضوء على أهمية الترجمة والاهتمام بهذا المجال الحيوي بدءًا من الاهتمام بالجوانب النظرية والتعليم إلى الاهتمام بالتدريب والتطوير والتقنيين حتى تسود نظرية "الشخص المناسب في المكان المناسب".