Arab2

كيف ينمي المترجم مهارات اللغة العربية لديه

 

لا ينكر أحدٌ أن مستوى اللغة العربية لدى المترجم، هو أحد أهم المعايير لتحديد مستوى المترجم نفسه، ومكانته في عالم الترجمة، لذلك فالاهتمام بالعربية وتقويتها وتنمية مهاراتها أمرٌ يجب ألا ينفك عنه المترجم المحترف، الذي يبحث لنفسه عن موطئ قدم بين أقرانه من المتميزين.

تحتوي اللغة العربية على اثني عشر علمًا، وذلك يدلنا على عِظم تلك اللغة، ولكننا لن نتطرق إلى كل تلك العلوم، ولكن سنتناول منها ما نرى أنه مفيدٌ في صناعة الترجمة في المقام الأول.

أولًا: النحو والصرف:

وهما من أهم علوم العربية على الإطلاق، فالنحو يُعنى بضبط آخر الكلمة وموقعها الإعرابي في الجملة، ويرتبط بالمعنى، أما الصرف فيعنى بصناعة الكلمات وصياغتها ولا علاقة له بموضع الكلمة في الجملة.

ويمكنك البداية مع كتاب "ملخص قواعد اللغة العربية" للأستاذ فؤاد نعمة، وهو كتاب سهل جدًّا، ومتوفر على الإنترنت، وكذلك كتاب "شرح الأجرومية" لمحمد بن صالح العثيمين، ويُمكِنك الاستِفادة من كتاب "النحو المصفَّى" للأستاذِ الدكتور الراحل محمد عيد، فهي كتب مناسبة للمستويات الأولى.

ويمكنك أيضا قراءة كتاب "النحو والصرف الميسر" لصاحبه د. عماد علي جمعة، وكتب "ملحة الإعراب" ما يتيسر لك من شرح، و "شرح قطر الندى" لعبد الله الفوزان.

ثانيًا: علم البلاغة:

ويعنى بجماليات اللغة وتوصيل المعنى المطلوب بأسلوب شيق، فهو مشتق من الفعل (بَلَغَ) بمعنى أدرك الغاية، وللبلاغة ثلاثة فروع (علم البيان – علم البديع – علم المعاني).

ويمكنك الغوص في بحر البلاغة قليلًا مع كتاب “البلاغة الواضحة” للأُستاذين: علي الجارم، ومصطفى أمين، وهو متوفر على الإنترنت أيضًا.

ثالثاً: علم الخط (ويسمى علم الكتابة أو علم تقويم الخط)

وينقسم إلى قسمين، قسم لُغَويّ، ويُعني بقواعد الإملاء وعلامات الترقيم، ويمكنك أن تبدأ بهذا الكتاب الجميل “الإملاء والترقيم” للأستاذ عبد العليم إبراهيم وأيضًا كتاب “الإملاء” للشيخ عبد السلام هارون.

أما القسم الثاني فهو قسم جَمَاليّ، ويشمل الخطوط العربية الأساسية (الرُقعة، والنسخ، والفارسي، والثُّلُث، والديواني، والكوفي) وما تفرع عنها.

منهج المترجم في تقوية اللغة

ابدأ بما يناسب مستواك أولًا من تلك الكتب أو من غيرها، واحرص على تعلم ما يفيدك في حياتك العملية والمهنية، واترك ما لا ينفع تطبيقًا مثل (لماذا سمي التنوين تنوينًا، والغريب الشاذ غيرُ المستعمل) وغير ذلك.

دوِّن ما لا تعرفه فقط، واترك الأشياء المعلومةِ بالضرورة لديك، فهذا يسهل كثيرًا من تعلمك واستيعابك للجديد.

دوِّن بيديك في ملاحظاتٍ خاصة، فالتدوين يثبت المعلومة، وأكثر من الأمثلة، ودوِّن ما شذ عن القاعدة، وما يخطئ فيه الناس.

في مذكرتك الخاصة: خصص مكانًا لما يعجبك من أساليب أو مفردات لم تكن تستعملها من قبلُ في ترجمتك. فمثلًا كثيرًا ما نترجم عبارة (It is better to stop here) إلى: (من الأفضل أن تتوقف هنا)، أما في كتب النحو فإنهم يستعملون أسلوبًا أفضل، فهم يقولون (يَحسُن بك الوقوف هنا)، وهذه الطريقة تعينك في نقل الكلمات والأساليب من وضعها الكامن (passive) إلى النشط (active).

عليك أن تدرك أن هذه الطريقة قد تستغرق وقتًا طويلًا، لكنها تضمن لك الإلمام بقواعد اللغةِ كلها، وهذا سيعطيك الثقة والدقة في الترجمة خاصةً، والكتابة عامةً.