Mistake1

عزيزي المترجم ... لا تشتكي

 

ليس غريبًا - ومنذ فترة ليست بالقصيرة - أن تلاحظ الشكوى والتذمر الدائم من العمل في كثير من أماكن العمل إن لم يكن معظمها. وإن كانت هذه العادة منتشرة في جميع أرجاء البسيطة، فإنها لا تخفى على أحدٍ في أم الدنيا.

وبعد انتشار وسائل الإعلام المرئية والمسموعة منذ عهدٍ بعيدٍ، بدأت الشكاوى تزداد ظهورًا لتتحول من أحاديث اجتماعية ودردشة إلى قضايا مؤرقة تُخاطب من أجلها الدولة والمسؤولين الرسميين للعمل على حلّها والتصدي لها. ثم مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت القنوات الساخرة والنقدية والتهكمية في جميع القنوات المرئية والإلكترونية وعبر الصفحات ومواقع التواصل وتطبيقات الدردشة وخلافه.

ولا شك أن موضوع الشكوى والتذمر من الحياة الاجتماعية أو من العمل على رأس تلك الموضوعات. فالشكوى من العمل قديمة وراسخة حتى وفي ظل عدم وجود مشكلات حقيقة أو مشكلات تستوجب التدخل لحلّها.

وإن المترجم اليوم لهو أكثر حظًا من المترجم الذي عاش قبل عشرِ سنواتٍ من الآن. وهذا الحظ يتمثل في الكمّ الهائل من المعلومات وتوفر الانترنت السريع الذي يتيح للمترجم الحصول على أيّة معلومة في بضع دقائق بما يجعله مؤهلًا للقيام بعمله بالسرعة المطلوبة وبالجودة المطلوبة في نفس الوقت.

كما إن شكاوى المترجمين قد تتمثل في ضغط الوقت الذي يحدده العميل، أو ضعف المقابل الماديّ، الذي يتقاضاه مقابل عمله أو شكاوى فردية حسب الحالات. لكن حتى يكون المترجم سيد الموقف ويتغلب على ضغوط العمل، وفي نفس الوقت يستطيع كسبَ ثقة العملاء وتدفق أفضل من الأعمال منهم، عليه بالتحلي بروح المثابرة وعدم الشكوى أو التذمر لا من ضغط الوقت ولا قلة الدخل، وإنما عليه فقط العمل الدؤوب والاجتهاد؛ وعندها سوف يفرض شروطه ويجد الكثيرين من العملاء الذين يبحثون عنه عندما يكون صادق في الالتزام بمواعيده وملتزم بتقديم الجودة المطلوبة في الأعمال والحرص على مصلحة العملاء.