مترجمون معاصرون كانوا جسورًا لنقل الأدب العالمي إلينا - الجزء الثالث

مترجمون معاصرون كانوا جسورًا لنقل الأدب العالمي إلينا - الجزء الثالث

 

في هذه المقالة نستكمل ما بدأناه في الحديث حول أبرز المترجمين العرب المعاصرين، الذين نقلوا لنا الأدب العالمي، لنقرأه بلغتنا العربية، وأبدعوا وأسهموا في إثراء المحتوى العربي، ليصبحوا حلقات للوصل بين الشعوب والحضارات.

منير البعلبكي.. شيخ المترجمين المعاصرين

منير البعلبكيمن منا لا يعرف منير البعلبكي، ولم ينهل من "مورده" أثناء الدراسة وبعدها؟ وهو الملقب بـ "شيخ المترجمين المعاصرين"، واستحق هذا اللقب عن جدارة.

وُلد منير البعلبكي في بيروت عام 1918م، وترجع أصوله إلى مدينة بعلبك اللبنانية. درس الأدب العربي والتاريخ الإسلامي في الجامعة الأمريكية في بيروت، ولم يتخصص في اللغة الإنجليزية، كما يتصور البعض، إلا أنه برع في المجالين معًا، حيث عمل أستاذًا بالجامعة بعد ذلك، كما أسَّس في عام 1945م دار العلم للملايين، لطباعة ونشر الكتب.

اشتهرت ترجماته بانسيابية لغتها ووصولها إلى أذهان الفئات العمرية المختلفة للقرّاء، له إسهامات عديدة، ليس فقط في ترجمة الكلاسيكيات والأدب العالمي، ولكن أيضًا في مجال إثراء الأدب واللغة العربية والإنجليزية، حيث صدر له "قاموس المورد" و "موسوعة المورد" والعديد من الكتب والأعمال الأخرى التي نذكر منها:

 

  • قصة تجاربي مع الحقيقة، للمهاتما غاندي.
  • الإسلام والعرب، لروم لاندو.
  • تاريخ الشعوب الإسْلامِيَّة، لكارل بروكلمان بالاشتراك مع د.نبيه أمين فارس.
  • دفاع عن الإسلام، لفاجليري.
  • حياة محمد ورسالته، لمولانا محمد علي.
  • البؤساء، لفكتور هوغو، في مجلدين كبيرين.
  • قصة مدينتين، لتشارلز ديكنز.
  • كوخ العم توم، لهرييت ستاو.
  • أوليفر تويست لتشارلز ديكنز.
  • أحدب نوتردام لفكتور هوغو.
  • المواطن توم بين، لهوارد فاست.
  • وداعٌ للسلاح لأرنست همنجواي.
  • عبر النهر ونحو الأشجار لأرنست همنجواي.
  • العجوز والبحر، لأرنست همنجواي.
  • جين إيير لتشارلوت برونتي رواية آسرة للقلوب.
  • رواد الفكر الاشتراكي، للبرفسور ج. د. هـ. كول.
  • كيف تفكر، للدكتور جبسون.

حصل منير البعلبكي رحمه الله على الكثير من الجوائز، مثل جائزة سعيد عقل وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وأيضًا انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، ثم توافيه المنية في عام 1999م، بعد صراع مع المرض، مخلفًا إرثًا ثقافيًا وأدبيًّا ضخمًا، يشهد بإنجازاته وإسهاماته في المكتبة العربية.

خالد الجبيلي

خالد الجبيلي

أحد أهم المترجمين العرب المعاصرين، فهو مترجم سوري، وُلد في مدينة حلب السورية، ويقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، ويذخر إنتاجه الفكري بأكثر من 50 عملًا مترجمًا، أغلبها روايات من إبداعات الأدب العالمي، هذا بالإضافة إلى بعض الإسهامات والدراسات والقصص القصيرة التي نُشرت على العديد من المواقع الإلكترونية، كما عمل مترجمًا ومراجعًا في دائرة الترجمة العربية في هيئة الأمم المتحدة بنيويورك.

دفعه شغفه المتزايد باللغة الإنجليزية إلى الالتحاق بكلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة حلب، وكان أول عمل ترجمه إلى اللغة العربية، رواية (مزرعة الحيوانات) للكاتب البريطاني “جورج أورويل” عندما كان طالبًا بالسنة الثانية في الكلية.

هو أول من عرّف القارئ العربي على الكاتبة التركية “إليف شافاق”، عندما قام بترجمة روايتها (لقيطة إستانبول) أولًا، ثم روايتها (قواعد العشق الأربعون)، والتي لاقت رواجًا واسعًا واهتمامًا كبيرًا، حيث تُرجمت إلى أكثر من 30 لغة.

من أهم ترجماته رواية (الجانب المظلم للحب) للألماني السوري الأصل رفيق شامي، الصادرة في 2016، ورواية (غرباء) للياباني “تايشي يامادا”، و"الدرب الضيّق من مجاهل الشمال" للكاتب الأستراليّ ريتشارد فلاغان الحائزة على جائزة البوكر العالميّة للرواية 2014، و(الرومي: نار العشق) للكاتبة الإيرانيّة “نهال تجدّد”، و(قصة حب إيرانيّة تحت مقص الرقيب) للكاتب الإيرانيّ “شهريار مندني بور”، و(الموسيقى الخفيّة) ل”جلال الدين الرومي” (شعر)، و(الصليب الوردي) (الأجزاء الثلاثة: “صبوات” و”الضفيرة” و”الوَشيحة”) للكاتب الأمريكيّ “هنري ميلر”، و(عندما بكى نيتشه) للكاتب والطبيب النفسي الأمريكيّ “إرفين د. يالوم”، وغيرها الكثير من الأعمال الأدبيّة.

من أشهر أقواله: “يجب أن يكون المترجِم مسلحًا بأدواته الأدبية والفنية، لأن عمله يقوم على إنتاج عملٍ فني يضارع عملَ الكاتب الذي أبدع العملَ الفني، وعليه أن يختار الكلمات والعبارات بدقة شديدة، وأن يواكب الأساليب والمفردات العصرية؛ لكيلا ينفر القارئ من النص الذي يترجمه. إني ألتزم بالنص الأصلي حتى يكاد يطابقه تمامًا، من حيث المضمون، وأتقمّص عقل الكاتب وأحل محله، لأعيد كتابة النص باللغة العربية. وهنا نستطيع القول إن المترجم «كاتب ثان».. إني أختار الأعمال الأدبية التي تضيف جديدًا إلى ثقافتنا”. (1)

جهاد الأماسي

جهاد الأماسي

المترجم السعودي الشاب، الذي ذاع صيته في الآونة الأخيرة بعد الانفتاح التركي على العالم العربي، إنه جهاد الأماسي الذي يقيم حاليا في تركيا، وانخرط في مجال الترجمة، ليبدأ حياته الأدبية بترجمة روايتين كلاسيكيتين من الأدب التركي إلى اللغة العربية، وهما: "مادونا صاحبة معطف الفرو"، و"صباح الدين علي- يوسف القويوجاكلي" ويعمل حالياً على ترجمة رواية جديدة.

ويطمح جهاد إلى أن يكون له دور كبير في ترجمة جزء كبير من الأعمال الكلاسيكية التركية إلى العربية، حيث يرى أن هناك قائمة بأهم مئة عمل تركي كلاسيكي، ولم يترجم منها إلا أقل من عشرين عملاً، بحسب حوار أجراه مع جريدة الرياض السعودية قبل عامين، ويرى أن وهناك كم ضخم من الروايات الحديثة التي يحاول القارئ التركي اللهاث وراءها. ثمة أسماء كلاسيكية تركية مثل: خالدة أديب، وخالد ضياء، ويعقوب قدري، ونامق كمال، وأسماء حديثة مثل: أوغوز آتاي، وهاكان غونداي، وحسن توبتاش ويوسف آتلغان، وتزر أوزلو، وإحسان أوكتاي، كل هؤلاء وغيرهم لم يترجم لهم إلى العربية تقريبًا، وهناك روايات تركية عُرّبت على أيدي مترجمين سوريين، ولكنها لم تنتشر بين القراء العرب لأسباب عديدة. ويطمح جهاد الأماسي في أن يترجم ولو عملاً واحدًا لكل واحد من هؤلاء الروائيين الذين ذُكرت أسماءهم. ففيهم من لا يقل ذيوعًا في تركيا عن أورهان باموك الذي عرفه القارئ العربي دون غيره من الروائيين الأتراك لأن أعماله حظيت بالتعريب. (2)


مصادر

(1)- مجلة جيرون

(2)- جريدة الرياض السعودية