Work Pressuew

هل فعلا "الضغط يولد الانفجار"؟

 

عزيزي المترجم 

انتبه (8) ... هل فعلا "الضغط يولد الانفجار؟"!

دائما نسمع كلمة "ضغوط العمل"، وهي كلمة يشيع استخدامها على أبسط الأعمال وأعقدها على حد سواء. والضغوط في العمل شيء عادي ومقبول وعلى العكس نجد أن من يتقدم لوظيفةٍ ما، فإنه يكتب عبارة: "استطيع العمل تحت ضغط" أو "أتحمل ضغوط العمل" أو "لدي القدرة على التغلب على ضغوط العمل". وللمفارقة أنه في أغلب الأحوال تكون هذه العبارة ديباجة في نموذج السيرة الذاتية ولا يعرف المتقدم أنه سيكون مسؤول عن كلامه عند بدء عمله على أرض الواقع. وذلك لأن "ضغوط العمل" هي شيء من العمل نفسه. وبالنسبة للمترجم، فإن تحمل هذه الضغوط وحسن التصرف فيها والتغلب عليها وهي في مجال الترجمة سلاح فاعل ومؤثر في اعتماد العميل على مترجم وتفضيله وإعطائه الأولوية في تكليف أي أعمال.

ولكن ما نقصده هنا هو الضغوط غير الاعتيادية والتي منها أحد ثلاثة:

  • ضغط مادي: سعر بخس
  • ضغط معنوي: إلحاح شديد واستجداء من العميل
  • ضغط زمني: حجم عمل كبير في وقت زمني قليل جدًا

نعلم بالـتأكيد أنه قد يحدث أي من الأنواع الثلاثة في وقت معين. وعلى العكس، ننصح المترجم بتقديم ما يستطيع في حالة وجود ضغط على العميل فإن ذلك يساعد في بناء علاقة تعاونية مثمرة. فالمترجم قد يقدم شيء ولو بسيط من باب التقدير للعميل، مثل أن يقبل سعر أقل من السعر المتفق عليه أحيانا نظرًا لأن العميل طلب ذلك أو أن يضغط عليه في قبول عمل معين لأهميته والمترجم يستطيع أن يقوم به على أكمل وجه، فلا بأس أن يقوم به حتى وإن لم يكن يرغب كثيرًا من باب التعاون مع العميل أو حتى الضغط في عامل الوقت إذا طلب منه العميل ملف معين في وقت قياسي أو وقت عاجل للغاية وهو ضمن استطاعة المترجم. فمثل هذه التصرفات من شأنها رفع قيمة المترجم لدى العميل وجعل الأولوية القصوى له في تكليف الأعمال بعد ذلك، ومن ثم بالتبعية زيادة الأعمال لدى المترجم وزيادة ربحيته. ولكن يجب أن يكون كل ما سبق على سبيل الاستثناء وليس على سبيل الاعتياد.

لماذا على المترجم ألا يقبل أعمالًا تحت ضغط غير عادي؟

  • لأن نفسية المترجم – للأسف وهي حقيقة – تلعب دورًا كبيرًا في معدل وسرعة ودقة إنجازه لأعمال الترجمة.
  • لأنك سوف تتذكر دائما أنك لم تكن ترغب القيام بهذا العمل ولكن اضطررت لذلك، بما يجعلك ساخطًا ولا تؤدي المطلوب بالراحة والإقبال المعهود أو المطلوب.
  • لأن انتاجيتك سوف تتأثر ومن ثم قد تتأخر عن التسليم في الموعد الزمني.
  • لأن راحتك سوف تتأثر؛ ومن ثم سيكون ذلك على حساب الجودة والمخرجات الناتجة من العملية، سواءً على مستوى المحتوى أو الشكل أو غير ذلك.

إذن كيف يمكن تحقيق الموازنة بين كسب رضا العميل والحذر من العمل تحت ضغط غير عادي؟

  • اعتذر بطريقة لائقة إذا طلب منك العميل تقليل سعر ملف معين، إذا شعرت أن ذلك يبخس حقك.
  • اعتذر بطريقة لائقة ومن أول مرة للعميل، إذا طلب منك القيام بشيء تحت إلحاح كبير، ولا تترك الفرصة لأن يطمع أنك قد تقبل ثم تعود وتعتذر؛ فذلك يجعل العميل يندم على الانتظار ولكن اعتذر بشكل لائق من أول لحظة تتأكد فيها أنك لن تستطيع.
  • اعتذر بطريقة لائقة إذا طلب منك العميل إنجاز عمل في وقت ضيق للغاية وغير منطقي ولا تعطي له انطباعًا أنك قد تقبل بعدما تتأكد أنك لن تستطيع لنفس السبب السابق.
  • تحيّن الفرص لتقديم شيء أو خدمة بسيطة غير اعتيادية للعميل في وقت معين، ولكن لا تجعل الأمر اعتياديًا.

ملحوظة مهمة للغاية:

كما ذكرنا من قبل، قبول أعمال تحت ضغط – وخاصة الزمني – أحد أهم أسلحة المترجم الفاعلة للإبقاء على العميل. لذا لا يجب الخلط بين قبول أعمال تحت ضغط لزيادة ثقة وكسب العملاء وقبول أعمال تحت ضغط غير عادي يكون لها تأثير عكسي على الأداء ومن ثم الإنتاجية والجودة ومن ثم العلاقة ومن ثم بالتأكيد الربحية.

هل لديك تجربة مماثلة أو مختلفة ... شاركونا أراءكم وتجاربكم المفيدة لنشرها على موقعنا وصفحاتنا لتعم الفائدة للجميع!