Lang

ضعف الاهتمام بمستجدات مجال الترجمة (4)

 

وهذه السّمةُ قد تكون قاسمًا مشتركًا في كثيرٍ من المجالات وليس الترجمة فحسب. فنحن في وطننا العربي الكبير وفي مصر خاصةً، نكون دائمًا متأخّرين بخطوة أو بخطوات وغالبًا تكون المعرفة متأخّرة كثيرًا في بعض الأحيان أو متأخّرة على الأقل في أحيان ليست بالقليلة. ومما لا شك فيه أن هذا التأخيرَ أو ضعف الاهتمام بالتّعرّف إلى مستجدّات المهنة والصّناعة التي يعمل بها الشخص، -والحديث هنا بالطبع عن مجال الترجمة-، يؤثر تأثيرًا كبيرًا على مستوى تقدّمه ومستوى إنتاجيّته وإنجازه ومستوى الجودة التي يقدّمها؛ ومن ثَمّ مستوى رضا العملاء وتكرار الطّلبات وكذلك بالطبع على مستوى الدّخل والربحيّة.

فقد تنشأ المُعوّقات من أننا نعيش في عالم دائم التغيّر، والجديد في الأمر أن هذا التّغيّرَ أصبح سريعًا لدرجة ربما لا يعهدها التاريخُ الإنسانيُّ المعروف حتى الآن. والمترجم جزءٌ من هذا العالم وحرفته عُرضة للتغيّر كلّ يوم. فإذا لم يهتم المترجم بالاطلاع على المستجدّات والتّعرّف إلى مختلف التغييرات الطّارئة على مجال حرفته، فإنه -وبلا أدنى شك- سوف يتخلف عن الرّكب وتفوته الكثيرُ من الفرص. فمثلًا تجاهل الاهتمام بمتابعة المنتديات والفعاليّات الخاصّة بصناعة التّرجمة سواءً في العالم الحقيقي أو الافتراضي أو تجاهل متابعة الكيانات والجهات والجمعيات والشركات والأفراد من المُهتمّين بصناعة التّرجمة وتطوّرها والتّحديثات الدّاخلة عليها باستمرار يجعل الفجوة تزداد اتساعًا بين عالم المترجم الخاصّ المُنغلق على نفسه الثّابت غير المتحرّك وبين المتغيّرات سريعة الوتيرة في مجال عمله بما يؤثّر على مستوى تقدّمه وإنجازه وكذلك مستوى إنتاجيّته ومستوى الفرص الوظيفيّة التي قد يتعرّض لها وغير ذلك الكثير من التّطوير الذّاتيّ وتنمية المهارات.

فحريٌّ بالمترجمين الاهتمام كثيرًا بكلّ ما يدور في فلك صناعتهم ومتابعة مستجدّاتها وحضور أيّ منتديات أو ورش عمل أو متابعة صفحات الويب أو صفحات مواقع التّواصل الاجتماعيّ للكيانات المهتمّة بالتّرجمة والمترجمين وكذلك متابعة المترجمين البارزين المشهود بكفاءتهم في المجال على مواقع التّواصل الاجتماعيّ والشّبكات المهنيّة، مثل لينكد إن وغيرها الكثير.