Islamic

الترجمة الدينية

 

قد يشعر بعضكم بوجود خطب ما فيما سبق... أو قد تحبونه وتعتبرونه سلسًا ومناسبًا!
في كلتا الحالتين سنحتاج إلى من يلعب دور الفيصل في الترجمة السابقة.. والفيصل هنا هو شخص يتقن العربية كلغته الأم ويحفظ القرآن ويفهمه! ولكي أكون أكثر دقة ووضوحًا ... لن نحتاج إلى مترجم بل إلى رجل دين أولًا..
اخترت موضوع اليوم وهو بعنوان " ترجمة النص الديني" لأركز على أهمية الطريقة التي يجب أن يترجم بها النص القرآني والمشاكل التي قد تنجم بل والتي قد تهدد المعنى القرآني المقصود في حال استخدام ترجمة تفتقر إلى الدقة.
وبما أننا نعيش في مجتمع يضم القارئ المتواضع والقارئ النهم ورجل الدين العالم بأمور دينه والجاهل الذي قد لا يعلم عن أمره شيئًا... وبوجود مليار ونصف مسلم في العالم من مختلف الأعراق والمسارات... كانت ترجمة النص القرآني أمرًا لا بد منه.. بل وطريقًا لا غاية فقط لنشر الهدي الإلهي وإيصاله إلى كل راغب..

من أين تبدأ عملية ترجمة النص القرآني؟

كحال الترجمة العلمية والفنية والتجارية أو القانونية وغيرها..  وجب علينا تقفي أثر البداية عند خبير... بمعنى أنه، إن أردنا ترجمة دليل استخدام خاص بالأفران أو الثلاجات، وجب علينا الاستعانة بشخص مطلع عالم بأمر تلك الأجهزة وعلى علم بأسماء قطعها ودورها..
في بداية الطريق قد يستعين المترجم بهذا الشخص إلى أن تتكون لديه فكرة كافية شافية عن هذا المجال (وهو واسع ولكنه مُؤطّر بأُطر عامة يمكن أن تكون الأساس الأهم) وبعد ذلك يستطيع إكمال مسيرته بنفسه مع متابعة الاطلاع من حين لآخر والاحتكاك بالمجال كلما أمكن...
كذلك هو الحال في مجال القانون والتجارة وغيرها...
إلا أن مجال اليوم أصعب مما سبق، ولا يمكننا فيه أن نعتمد بداية الخيط فقط..
ترجمة النص القرآني عملية لا يستهان بها وطريق مليء بالتعقيدات..

وقد مرت الترجمات الأوربية للقرآن الكريم بأربع مراحل متداخلة، نُجملها وَفْقَ الآتي بحسب ويكيبيديا:

- المرحلة الأولى: مرحلة الترجمة من اللغة العربية إلى اللاتينية، وامتدت هذه المرحلة من القرن الحادي عشر الميلادي إلى القرن الثاني عشر منه. بدأها فريق الترجمة الذي شكله بطرس المحترم والمكون من روبرت أوف تشستر وهرمان الدلماطي ومجموعة من العرب.
- المرحلة الثانية: مرحلة الترجمة من اللاتينية إلى اللغات الأوروبية.
- المرحلة الثالثة: مرحلة الترجمة من اللغة العربية مباشرة إلى اللغات الأوربية عن طريق المستشرقين ومن سار في فلكهم.
- المرحلة الرابعة: مرحلة دخول المسلمين ميدان الترجمة إلى اللغات الأوربية، واتصفت بعض هذه الترجمات بالعلمية، وشيء من الموضوعية، وقد بلغت ما يزيد عن 45 ترجمة كاملة سوى ما كان من الترجمات الجزئية.

ملاحظات عامة على الترجمة إلى اللغات الأخرى والتي تلاحظ عند أغلب المترجمين:

- التعامل مع النص القرآني بقدر غير واف من الاحترام.
- تناسي أهمية الأمانة العلمية وعدم الأخذ بها وهو الأمر الذي قد يصل إلى تحريف النص واللجوء إلى اختيار ألفاظ غير مناسبة، خاصةً عندما يسمح اختيار العبارات بذلك نظرًا لتنوع اللفظ العربي عن نظيره.
- عدم إدراك بعض المترجمين لمعنى القرآن وتنوع المعاني.
- لجوء المترجمين إلى استخدام طريقة الإضافة والشرح الذي يطيل في المعنى ويدخل أمورًا لا علاقة لها بالنص.
- وجود فرق كبير بين اللغة العربية وتلك المراد الترجمة إليها، حيث إن مفردات اللغة العربية أكثر اتساعاً من اللغة الإنجليزية.