International Translation Day

في اليوم العالمي للترجمة مطالبات بتحسين وضع المترجم والترجمة

 

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للترجمة والذي تحل ذكراه في الثلاثين من سبتمبر كل عام، في عيد القديس جيروم، قديس المترجمين بصفته مترجمًا للكتاب المقدس. ويرتبط هذا التاريخ بوفاة القديس جيروم سنة 420م، أحد أهم أعلام ترجمة الكتاب المقدس من اليونانية والعبرية إلى اللاتينية.

تأسس الاحتفال بهذا اليوم في العام 1953م برعاية الاتحاد الدولي للمترجمين، وبدأ الاحتفال به في عام 1991م، حيث أطلق الاتحاد فكرة الاحتفاء بهذا اليوم كيوم معترف به رسميًا، لإظهار تعاون المترجمين في كافة أنحاء العالم، ولتعزيز مهنة الترجمة وعرض مزاياها وتعريفًا بأهميتها التي تتزايد يومًا بعد يوم في عصرنا الحالي.

مشكلات الترجمة

تعاني الترجمة في عالمنا العربي من مشكلاتٍ كثيرة، ومنها الانحسار وعدم وجود الدعم المناسب، فبالاطلاع على تقرير العام المنصرم 2017 لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، يتبين أن متوسط عدد الكتب المترجمة في العالم العربي هو أربعة كتب لكل مليون مواطن سنويًا، في حين يحظى كل مليون مواطن في المجر بنحو 519 كتابًا سنويًا، كما يبلغ نصيب كل مليون إسباني في العام 920 كتابًا، وذلك بحسب التقرير ذاته بأن العرب الذين يتجاوز عددهم 270 مليون نسمة لا يترجمون سنويًا سوى 475 كتابًا.

كذلك تواجه الترجمة مشكلة في عملية النشر نفسها؛ يقول شيخ المترجمين الدكتور محمد عناني إن المشكلة ليست في الترجمة كما يقول كثيرون بل في النشر، فثمة جهود كبيرة للمترجمين في مقابل تضارب دور النشر المنوط بها نشر الكتب على أوسع نطاق.

ويضيف أن أدب الأمة عمومًا لا يقتصر على ذلك المكتوب باللغة القومية، بل يتضمَّن الأدب المترجم الذي يمثل رافدًا يصبّ في النهر الأساسي للأدب العربي.

ويرى أن التحولات المتتابعة والمتسارعة في وسائل التواصل بأنواعها كافة تقتضي أن يكون العرب مستعدين وقادرين على تطويع واستيعاب ظاهرة الحداثة بمعناها الواسع الكبير، من دون أن ينال ذلك من هويتهم الوطنية وخصوصياتهم الثقافية.

يقول ربيع مفتاح، رئيس لجنة الترجمة السابق في اتحاد الكتاب، إن الترجمة لدينا تتم بطريقة غير منظمة وبطيئة، ما ينتج عنها إنهاء عملية الترجمة في فترة طويلة، ويؤدي إلى تأخير عملية نقل الثقافات الأخرى ونتأخر في مواكبة العصر.

ويضيف مفتاح: «في مصر نحتاج إلى ترجمة الكتب العلمية، نظرًا إلى إقبال الطلاب على التعليم الأدبي وليس العلمي، لذا على الدولة أن تهتم بتنمية الدور الخاص بالخيال العلمي الذي يفرز نماذج بشرية فذة».

ويتابع: «المترجم في مصر مهدور حقه أدبيًا وماديًا، لأن المجتمع ينظر إليه باعتباره ناقلاً وليس مبدعًا، والعائد المادي قليل جدًا. أشير هنا إلى أن الترجمة كانت أيام الخليفة المأمون توزن بالذهب نظرًا إلى ما يقدمه المترجم من عمل شاق وصعب».

وينتقد مفتاح اتجاه المترجمين إلى الروايات والكتب الأدبية، وتجاهلهم الكتب التي تتناول ثقافات الشعوب المختلفة. (1)

مطالبات المترجمين بتحسين وضع الترجمة

تعتبر مهنة الترجمة من المهن الرئيسة في المجتمع والآخذة في الانتشار يوما بعد يوم، وللمفارقة فهي تعتبر كذلك من المهن القليلة جدًا في مصر، التي ليس لها نقابة مهنية تقوم عليها. ولطالما نادى المترجمون والعاملون في مجال الترجمة بإنشاء نقابة فاعلة تقوم على شؤون المترجم، وتقوم بضبط إيقاع سوق الترجمة، وضبط أسعار الخدمات المتفاوتة بدرجات ملحوظة كذلك، وتقنين أوضاع العاملين في حقل الترجمة. أصبحت مهنة الترجمة من المهن اليسيرة على كل من تعلم لغة أجنبية، وأضحى من السهل أن يطلق على نفسه لقب "مترجم" دون أن يكون دارسا للترجمة وتقنياتها وأدواتها، مما أدى ذلك إلى انتشار ظاهرة الأخطاء الكارثية والفادحة التي يقع فيها المترجم. فهل من مجيب؟!


الهوامش:

(1) نقلا عن موقع الجريدة http://www.aljarida.com