تعرف على د. حلمي نصر صاحب الترجمة الوحيدة للقرآن للغة البرتغالية

تعرف على د. حلمي نصر صاحب الترجمة الوحيدة للقرآن للغة البرتغالية

 

الدكتور حلمي محمد نصر، هو عالم وأكاديمي ومترجم مصري، صاحب الترجمة الأولى والوحيدة للقرآن الكريم باللغة البرتغالية، أمضى أكثر من 53 عامًا من حياته في البرازيل، ليؤسس بها قسم اللغة العربية بجامعة ساو باولو، ويصبح علمًا من أعلام تدريس اللغة العربية هناك.

نشأته وحياته

وُلد حلمي نصر في 22 مارس 1922 بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، شمال القاهرة وقد التحق بمدرسة الأزهر الشريف في القاهرة، ليدرس اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية والقرآن الكريم، ثم تابع دراسته للأدب العربي في جامعة القاهرة.

وفي عام 1952، التحق الدكتور حلمي نصر بجامعة السوربون في باريس لدراسة الأدب الفرنسي والترجمة في مدرسة الدراسات العليا، درس أيضًا علم النفس والاجتماع في القاهرة، كما درس في كلية الآداب بجامعة عين شمس وفي عام 1962 وصل للبرازيل لتدريس اللغة العربية في كلية الفلسفة والآداب والعلوم الإنسانية، وأصبح رائدًا في تعليم اللغة العربية على الصعيد الجامعي في البرازيل.

ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة البرتغالية

استقر بالبرازيل قرابة 53 عامًا، وترك إرثًا ثقافيًا وحضاريًا كبيرًا، كما ترك العديد من المنشورات التعليمية والأكاديمية وأعمال الترجمة، والتي من أبرزها ترجمة للقرآن الكريم للغة البرتغالية، والتي انتهت في عام 2005، ليقوم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة بطباعتها، كما تم توزيعها في البرازيل من قبل الغرفة العربية البرازيلية.

وفي حفل أقيم في برازيليا، بعد عدة أشهر من إطلاق ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة البرتغالية، أعرب الدكتور حلمي نصر عن أمله في أن يسهم هذا العمل في تقوية التقارب وتوطيد العلاقة بين الشعوب، قائلًا: “إن قراءة القرآن الكريم هي وسيلة للاستمتاع بالحياة وبعبادة الله؛ وبالتالي أدعوكم جميعًا لقراءة القرآن الكريم والاستمتاع بمعانيه، وليس الهدف من هذا العمل تحويل الناس إلى مسلمين، ولكن لفت نظرهم لوجود دين قد يساعدهم في حياتهم. ربما في المستقبل نتعمق في دراسة القرآن هنا في البرازيل”.

 

إسهامات أخرى

وفي نفس العام يُصدر الدكتور حلمي نصر رائد الدراسات العربية "القاموس العربي - البرتغالي"، بمناسبة انعقاد قمة الدول العربية مع دول أمريكا الجنوبية في العاصمة البرازيلية، مؤكدًا على أهمية هذا العمل الذي سيخدم الجالية العربية في البرازيل، ليحصل بعدها على عضوية المجلس التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين التابع لرابطة العالم الإسلامي، التي يقع مقرها في مكة المكرمة.

كما أصدر كتاب "دروس في اللغة العربية لغير الناطقين بها" في سبعينيات القرن الماضي، ليرسخ بذلك أولى لبنات اللغة العربية في دول أمريكا اللاتينية، ويصدر الكتاب مصحوبًا بتسجيلات لدروس اللغة العربية بصوته، وأخرى بالبرتغالية بصوت المذيع البرازيلي المشهور آنذاك "سيد موريرا" مذيع نشرة الأخبار الرئيسية في محطة غلوبو التليفزيونية.

أعيد نشر وطباعة هذا الكتاب في عام 2008 مصحوبًا بأقراص مضغوطة (CDs)، ليتحدث الدكتور حلمي نصر خلال حفل أقيم لإطلاق الكتاب، قائلا: "هذا الكتاب يهدف لمساعدة القراء في مواجهة الأمور واستخدام الكلمات الضرورية في الحياة اليومية. فبالنسبة للمسافر، على سبيل المثال، هناك مفردات لتبادل الحديث، وإلقاء التحية، والقيام بالبيع والشراء".

لم تتوقف إنجازات العالم المصري العلمية، ولم تقتصر فقط على الجانب اللغوي، بل امتدت لتشمل علم الاجتماع، حيث قام بترجمة كتاب "عالم جديد في الأوساط الاستوائية" لعالم الاجتماع البرازيلي “جيلبرتو فريري”، لينقل للقارئ العربي نبذة عن تاريخ تكوين المجتمع البرازيلي.

لعب الدكتور حلمي دورا هامًا في انتزاع اعتراف من الجامعة العربية بغرفة التجارة العربية البرازيلية، ومُنح على إثر ذلك الجنسية البرازيلية تقديرًا لهذا الجهد، كما تزوج من السيدة "نيدا غطاس"، أستاذة اللغة الإسبانية في جامعة ساو باولو، والتي توفيت عام 2008.

 

رحيله

قرر الأكاديمي المصري العودة إلى القاهرة حيث دفء الأهل والأصدقاء في عام 2015 ليستقر بها، مبتعدًا عن الحياة العامة، وصرح حينها لوكالة الأنباء العربية البرازيلية أنه "بدأ يشعر بالوحدة" وتابع "لقد أتممت مهمتي، وسأنهي حياتي بسلام".

رحل الدكتور حلمي نصر في 25 نوفمبر 2019 في القاهرة عن عمر ناهز 97 عامًا، مخلفًا وراءه إرثًا كبيرًا، لخدمة الإنسانية، وكان شخصًا مهذبًا ومحبوبًا من قبل أبناء الجالية العربية والإسلامية في البرازيل، خاصة في مدينة ساو باولو، وكذلك في الوسط الأكاديمي.

كان له حضوره المميز، ولم تكن الابتسامة تفارقه، وكان مستعدًا دومًا لرواية القصص الطويلة والاستماع إليها.


المصادر:

وكاله الأنباء العربية البرازيلية

الموسوعة الحرة ويكيبيديا

وكالة الأنباء القرآنية الدولية (إكنا)

جريدة الأمة الإلكترونية