خمس عقبات قد تواجهك عند اعتمادك على ترجمة جوجل

خمس عقبات قد تواجهك عند اعتمادك على ترجمة جوجل

 

تحرز خدمة الترجمة التي تقدمها شركة جوجل تقدمًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، إلا أنه ما يزال يعتريها نقصٌ وعوارٌ كبير في دقة النصوص المترجمة. فمَثَلُ ترجمةِ جوجل والترجمة البشرية الاحترافية المقدمة من مترجمٍ متخصصٍ، كَمَثَلِ الوجبات السريعة والوجبات التي تم إعداداها بالمنزل. وفيما يلي نعرض لأبرز العقبات التي قد تواجهك عند اتخاذك قرارًا بالاعتماد عليها في أعمال الترجمة لديك:

(1) مشكلة الترجمة الحرفية

على الرغم من تطور ترجمة جوجل كما أسلفنا، إلا أنه ما زال يعرض لترجمة الكثير من الكلمات والعبارات على نحوٍ حرفيٍّ بحت، مما يسبب سوءَ فهمٍ واضحٍ لدى المتلقي. لو أخذنا مثالًا لترجمة جملة معروفة في اللغة الإنجليزية:

It rains cats and dogs

فإذا ترجمناها في ترجمة جوجل، فسوف تصبح: "تمطر القطط والكلاب"، وهي الترجمة الحرفية البحتة، ولا تؤدي حتى المعنى المطلوب، بينما لو ترجمناها ترجمةً أوليةً أو حرفيةً بالمعنى المعروف فستصبح: "إنها تمطر قططًا وكلابًا"، بينما لو ترجمناها (ترجمةً احترافيةً) فستكون: “إنها تمطر بغزارةٍ”، ولمستوى أكثر احترافية من الترجمة فستصبح: "إنها تمطر كأفواه القرب".

Google Test

اقرأ أيضًا: الترجمة الحرفية مشكلة تواجه المبتدئين في الترجمة

(2) الاختلافات الثقافية

هناك الكثير من الاختلافات الثقافية بين الحضارات والشعوب، فما يكون متاحًا وعاديًا في بلد، قد يكون محرمًا ومحظورًا في بلدٍ آخر، وما يحمل دلالةً طيبةً في بلدٍ وفي ثقافةٍ، قد يحمل دلالات مختلفة للشيء نفسه، ولا يدرك ذلك إلا المترجم المتخصص؛ فطائر البومة على سبيل المثال، يحمل دلالةً سيئةً في بيئتنا العربية، حيث يرمز لدى الكثيرين إلى النحس والحظ السيء، بينما يرمز في البيئة الإنجليزية إلى "الحكمة والوقار".  فلو ضربنا لذلك مثالًا عمليًا، ووضعنا جملة "Tom looked so owlish in his new suit" في ترجمة جوجل لنرى احتمالات الترجمة المتاحة في جوجل، فسنجد كما بالصورة أدناه أن هناك احتمالين اثنين من الترجمة وكلاهما خطأ واضح.

Google Test2

ترجم جوجل الجملة السابقة كما يلي: "بدا توم غير واضح في بدلته الجديدة" وترجمة أخرى متاحة لديه: "بدا توم شبيه بالبوم في بدلته الجديدة"، وكلاهما خطأ.

والصواب أن نترجم الجملة وفقا للسياق الثقافي، وليس فقط لسياق الجملة اللغوي، حيث تترجم: "بدا توم حكيمًا / وقورًا في بدلته الجديدة". حيث ترمز كلمة owlish هنا إلى الحكمة والوقار.

(3) لغة لا تجذب العملاء

اللغة التي يستخدمها جوجل في الترجمة، تخلو من البعد الدعائي والتسويقي، خاصةً وأن الكثير من الناس يستخدمون "ترجمة جوجل" بهدف اكتساب عملاء جدد من خلال ترجمة النصوص الخاصة بالمنتجات والشركات والمشروعات. الوحيد القادر على إخراج نصٍ دعائيٍّ متميز يناسب أصحاب اللغة المستهدفين، هو المترجم المحترف المتخصص، الذي يفهم أهل تلك اللغة وثقافاتهم، ويعرف كيف يتواصل معهم، ويُطوِّع النص بالقدر الذي يجذب المتلقي، بما يحقق أكبر قدر من النفع لك ولنشاطك التجاري.

(4) التعرض لخسارة مادية

يحتاج الكثير من الناس الترجمة للوصول إلى شرائح أخرى من الناس تتكلم لغات أخرى، وبالتالي فإن الترجمة تفتح لهم سوقًا جديدةً لاستهداف عملاء جدد في بلد آخر ولهم ثقافة أخرى. في عام 1963 تُرجم شعار بيبسي المعروف "Come alive with Pepsi" حرفياً من الإنجليزية إلى الصينية بشكل أدى إلى اختلاف المعنى المقصود تمامًا، ليصبح معنى مثير للجدل وهو: "بيبسي سيحيي أسلافك"؛ وهو الأمر الذي أدى إلى انخفاض نسبة مبيعات الشركة بشكلٍ كبيرٍ في تايوان.

ولعلك سمعت أو قرأت عن ذلك الخطأ الفادح الذي وقع قبل ثلاثين عامًا في ترجمةٍ فنيةٍ لأحد البنود الخاصة بالمشروعات الإنشائية، والذي كبّد خزينة دولة الكويت ملايين الدولارات هباءً. إذا لم تكن سمعت أو قرأت عنه فيمكنك مراجعته من هنا أشهر أخطاء الترجمة – الجزء الثاني.

فترجمة جوجل – إذا قررت الاعتماد عليها – خاصةً في ترجمة أعمالك التجارية، أو ترجمة الأوراق الإرشادية للآلات والأجهزة والمعدات وغير ذلك، فإنك لن تعرض نفسك لخسائر مادية فحسب، بل إنك ستتعرض أيضًا لخسائر فادحة في سمعة شركتك وتجارتك.

(5) نقص الجودة والتناسق

إن جوجل يُخرج لنا نصوصًا غير متناسقة، وتحتاج منا إلى مزيد من الجهد الإضافي لإعادة صياغتها بما يتناسب مع طبيعة اللغة الهدف، وتفتقر تلك النصوص إلى معايير الجودة الواجب اتباعها في عملية الترجمة.